الجمعة، 23 أكتوبر 2009

شغب الغوغاء ودموع التماسيح

في خضم التباكي وذرف الدموع على الشباب المستهتر الذين تم جلدهم في المنطقة الشرقية من المملكة نكالاً بما فعلت أيديهم من عبث شيطاني وفوضى وتخريب وهمجية لا تمت للأخلاق والتربية السليمة التي جبل عليها هذا الشعب الطيب ، ومع التأكيد بأن تلك الأعمال الخارجة عن القانون كان لابد من وجود رادع يفوق الجلد إلى الحبس التأديبي حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بأمن وسيادة الوطن والمواطن والمقيم على حد سواء .
وللمتباكين على الحال المزري والأخلاق المتردية التي وصلت ببعض شبابنا وهم قلة قليلة ليبحثوا لهم عن الأعذار والمبررات الواهية فأن ذلك الأمر لا يعطي الحق لأولئك النفر المتثيقف في أن يمثلوا سوى أنفسهم ليعبروا عن مكنونها الضحل من الأخلاق وعدم التربية وإبتعادهم عن أخلاقيات الدين الحنيف التي تحثنا على إحترام أنفسنا في القول والفعل والعمل بأمانة وإنصاف وطاعة ولي الأمر والإمتثال للقوانين السارية المستقاة من كتاب الله وسنة نبيه المصطفى التي تحفظ للكل حقه في العيش بأمان وتحفظ له ماله وبيته وعرضه وكان الأولى بهم أن يقدموا النصح والموعظة الحسنة لهؤلاء الشباب من خلال مواقعهم بديلاً عن التحريض المبطن بالخبث وسوء الطوية .
وإذا تجاوزنا ذلك إلى ما يرمي إليه ضعاف النفوس من وراء تلك الحملة الكاذبة فأننا سندخل في نطاق غابة من الفوضى التي لا تراعي حقاً ولا تنصف صاحب مظلمة سوى بردود الأفعال الغوغائية والمريضة التي تخدم أعداء الإسلام وهدم ركنه الوثيق من خلال بوابة مملكة الخير والتسامح وإضعاف هيبتها والتقليل من مكانتها في حفظ سلامة الجميع ومنهم الناعقين بصوت خفافيش الظلام .
ولكن ليعلموا علم اليقين بأن قوانين البلد الآمن الأمين على شعبه وأمته ليست مطية لأهواء أشخاص وحثالات تجاوزهم المجتمع وتجاوز أفعالهم القذرة بعد أن نفذ صبره ونبذهم إلى غير رجعة .
وليعلموا أنهم ليسوا بأحرص منه على هذا الشاب المغرر به من خلال دفعه بإتجاه أعمال مخالفة لما تربى وجبل عليها بين أهله وأسرته ومدرسته لعلمنا أن هؤلاء الأطفال جلهم من أسر فاضلة ومشهود لها بالتقوى والصلاح لذلك فقد حرص ولاة الأمر حفظهم الله على عدم التشهير بهم ومنعت نشر أسمائهم لقطع دابر الفتنة وسد باب المتاجرة الرخيصة التي يسعى ضعاف النفوس من خلالها لإبتزاز الدولة وتشويه سمعتها كما يفعل اللقطاء ، بل أنها منعت تصوير لحظة الجلد وأكتفت بتنفيذ العقوبة بصمت دون إعلان يذكر وذلك حفاظاً على ماء وجه أسرهم وأهليهم ليحظى الأمر ببادرة إنسانية وعفو يضاف لمكارم الأخلاق السعودية لتقطع بذلك الطريق على المتاجرين بتلك القضية ومحرضيها وتخرس ألسنتهم إلى الأبد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق