الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

إرفع رأسك ليش موطيه ؟؟


إحترام الذات لا يحتاج لبرهان أو دليل لتحصل من خلالهما على شهادة حسن سيرة وسلوك مؤقتة ويكفيك فخراً إنك متربي وإبن ناس ، وبإحترامك لنفسك تكون قد فرضت على الآخرين إحترامك ونلت شهادة محترم بكل فخر ويحق لك أن ترفع رأسك بغض النظر عن جنسيتك وجنسك لتعلم أن من تواضع لله رفعه .
وقفت أمام كاشير مطعم البخاري في إحد الأحياء الشعبية منتظراً دوري حتى يأتيني بطلبي المتواضع ربع حبة دجاج ونفر رز بخاري وإذا بسيارة كامري كل زجاجها معتم وأبوابها مغلقة تنبعث منها أصوات مزعجة تكاد تحركها من مكانها لشدة صراخ الإيقاع وقيام صاحبها بإطلاق صوت البوري بطريقة إستفزازية مزعجة تنبه لها عامل المطعم ليسارع بنجدة هذا المستغيث الصعلوك وإذا بسائقها الشاب المحترم بهيئته وشكله ووقار ملبسه وهكذا يهيأ لي ، يفتح الشباك ليملي على العامل طلبه من خلالها وعلى أصوات صخب الموسيقى ليمنحه بعدها إبتسامة هستيرية مجانية متراقصاُ على أنغام البوب مستعيداً قفل الشباك .
وبغض النظر عن ماهية الطلب والذي لم يتعد الربع دجاجة أيضاُ فأن جملة إعتراضي كانت حول الطريقة العنجهية المغرورة التي تمنعه من النزول عن السيارة لإحترام الواقفين بالدور قبله بإنتظار طلباتهم بكل أدب وإحترام .
ما أعرفه أن تلك الخدمة السيارة لا تحفل بها مطاعم كهذا المطعم المتواضع ثم أنها خدمة تقدم للنسوة اللواتي يمنعهن حيائهن من الإصطفاف خلف الرجال . أما أن يفعلها شاب صغير في مقتبل العمر يتمتع بالصحة والعافية فهذه قلة أدب وتربية ناقصة ويبقى السؤال ينصب حول المدرسة التي تخرج منها هذا الأرعن لأنه بذلك التصرف عكس فكرة مباشرة عن نشأته وتربيته وسلوكه السوقي ، وهنا يرينا مدى إحتقارنا لأنفسنا كعرب بتصرفات غير آدمية وغريبة معيبة في حق أهالينا ومن ظنوا أنهم تعبوا وأحسنوا تربيتنا ، وبالتالي هل ينتظر شاب كهذا أن يحترمه الآخرون ليعرفوا أنه في الأصل ولد عالم وناس ولو من باب الإنصاف ؟؟

شامخ ثمر – جدة 27/10/2009م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق