الجمعة، 23 أكتوبر 2009

بائعة القيرو وذكر الأرنبة (( الكسول ))

لا تمد يدها إلحافاً وتتأفف خوفاُ من هدر كرامتها بذل السؤال لمخلوق سواه حتى جاءت الفتوحات البنغالية المباركة بمدًها وعتادها وعدها وعدادها لتحرمها من خير الحاويات وتتطفل على علبتها ومنجم عرق جبينها ولم تبق لها من الكرامة سوى أن تفترش الأرض ولله يامحسنين .

لقاء صحفي مع الحجة

حضرتي : السلام عليكم يا حجة

هي : (( أقصد الحجة لا غيرها )) وبلهجة سعودية ركيكة وعليكم السلام والرهمه مكررة الرحمة ثلاث مرات حتى أدركت بأنني ربما ضايقتها برائحة العطر المرشوش على ثوبي أبو خمسة ريال .

أنا : خير إنشاء الله ياحجة

هي : من فين الخير يا وجه الأنز تقصد (( العنز ))

ضحكت من قلبي لتلك العبارة التي أطلقتها ببراءة وسألتها مازحاً

كيف عرفت تلك العبارة ياحجة وحفظتيها عن ظهر قلب وهي عبارة قبيحة بحق راجل محترم مثلي ولابس ثوب كشخة وجزمة صناعة وطنية جاء ليطمئن عليك ويقرءك السلام ويتشرف بلقائك ويذرف في حال سبيله .

تنهدت الحجة وقالت بحرقة بأنها تعلمتها عندما كانت تقيم مع أهلها في العاصمة (( الرياض )) قبل أن تنتقل إلى (( جدة )) عروس البحر وزهرة المدائن أم نافورة وكورنيش و قرية الشيخ العلامة التائب صالح كامل قدس الله سره .

قلت لها مازحاً وأنا أعرف الإجابة مسبقاً ومسوي نفسي شاطر وحاذق ومستخف دمه

أكيد الأخت الحجة سعودية ؟؟

فألتفتت إلي ساخرة ملوحة بالعصا وقالت :: دمك خفيف وتتريق يا خ.. (( حسبي الله عليها من فين تجيب الكلام البطال ))

إستسمحتها بأدب وأعتذرت لها حتى أكمل المقابلة الصحفية

أنا : طيب يا حجة هل أنت متزوجة ؟؟

هي : وكمان أعمى ما تشوف وبحركة أكروباتيه خفيفة فتحت غطاء شرشف يغطي حفرة كأنها خندق حرب حفره الإرهابيون لإتقاء شر ضربات الطيران الحربي وإذا بطفلين بريئين نائمين بأمان الله وغاطين بالنوم غير آبهين بإزعاج السيارات والمارة وضوضاء مدينة السحر والجمال .

أنا : يا ويلي ياحجة وعادك ناوية تخلفي أكثر ؟؟ (( على بالي مستكثر الإثنين وضاربهم عين ))

هي : عندي منهم خمسة (( ماشاء الله )) يلعبون كرة القدم في الحوش ويشجعون نادي الإتحاد ويحبون محمد نور أكثر من حبهم لأبوهم أما الكبير فيهم والمسكين إتهمته (( شرطة الشرفية )) ظلماُ وعدواناُ بسرقة الجوالات وحكموا عليه بالسجن ويصرفون عليه وفكونا من شره ولله الحمد .

أنا : طيب وزوجك فين يا خالة وأيش يشتغل ؟؟

هي : زوجي في الحوش (( منسدح )) معزز مكرم قالتها بكل فخر وكأنني تدخلت في خصوصية وعار ولم أدرك بغبائي المعهود أن الرجل في نظرهن هو سيد البيت وحامي حماه وأنه بمثابة ذكر للأرنبة الولادة وكفى .

أنا : ممكن سؤال أخير وفيه الزبدة بس من دون زعل ؟؟

هي : إسأل وأوعدك ما أزعل لأن شكلك طيب وباين عليك أهبل وفاضي ما وراك شغله ولا عمله بدليل هذا الملف العلاقي الأسود فقاطعتها ضاحكاً لا يا حجة (( عفواً )) هذا لونه أخضر بس صار بني مع عوامل التعرية والمرمطة .

أنا : ممكن ياحجة تقولي لي أيش من جنسية تحملينها في هذا البلد الكريم ؟؟

هي : والله العزيم والله العزيم ومالي عليك يسار (( عفواً ياحجة يمين )) ما أعرف وعمري ما سألت نفسي هذا السؤال حتى الجوازات طيبين ومحترمين ما يقربون صوب الحوش وعمرهم ما مسكونا ولا سألونا هوياتنا لكنهم يمسكون الأجانب المخالفين ويسفرونهم .

وبهذا السؤال أبو كريمة وزبدة إستخلصت حكمة ربما هي ناقوس خطر يدق في أذهان القائمين على هذا الوضع الإنساني الصعب والقائمة تزيد وترحل بمزيد من القنابل الموقوته والخلايا النائمة في كل حوش .

فهل وصلت الرسالة ؟؟

أخيراً سلمت على الحجة ومضيت في حال سبيلي أستغفر ربي العظيم من كل ذنب عظيم

وحسبنا الله ونعم الوكيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق